الخميس، 16 أبريل 2015
الفتاوى - الأخلاق والتزكية - التوبة - الفتوى 002 : كيف لي أن لأعرف إذا قبلت توبتي؟ .
بواسطة:
Unknown
لا بوجد تعليقات 1:22 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
الفتاوى - الأخلاق والتزكية - التوبة - الفتوى 005 : كيف لي أن أتوب توبة نصوح كلما أتوب أعود وأرتكب الذنوب ؟ .
بواسطة:
Unknown
لا بوجد تعليقات 1:20 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم أنا مسلم شاب (21) سنة، وكما تعلمون في هذا العمر أن الشباب يكونون مجذوبون لشهوات النساء وغيرها، ولكني أريد كما يريدني الله أن أكون وهذا صعب بالنسبة لي وكل في مرة أتوب أعود ثانية لنفس الآثام كمشاهدة المواقع الإباحية على الأنترنيت الرجاء مساعدتي كيف أتوب توبة نصوحة، وشكرا المخلص.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
التوبة شأنها شأن كل عمل يحتاج إلى نية وعزم وإرادة...ولن تجد ذلك عندي ولا عند غيري...إنه عندك وحدك...إنك عندما تفتح الموقع الإباحي تفتحه بنية وعزم وإرادة من النفس الأمارة، والتوبة تحتاج الشيء نفسه من النفس اللوامة...والأمر بيدك أن تستجيب لهذه أو لتلك...فلا تتهرب من المسؤولية.
والحمد لله رب العالمين
الفتاوى - الأخلاق والتزكية - حقوق العباد - الفتوى 015 : ماذا أفعل إذا كنت في مجلس يكثر فيه الكلام البذيء؟.
بواسطة:
Unknown
لا بوجد تعليقات 1:16 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل إذا جلست مع أناس-ممن اعرفهم-وكانوا يشتمون أعراض الناس ويتلفظون بالألفاظ البذيئة,هل أشاركهم في الذنب علما أنني أتألم في داخلي أشد الألم ونصحتهم ولكن بكلمات بسيطة وكنت على استحياء ولكني أدعو الله عز وجل أن أنهاهم عن هذا المنكر في المرة القادمة في كلام واضح وبكل ثقة في النفس.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
إذاً لا ينبغي أن تجلس معهم ما دمت نصحتهم ولم يستجيبوا !!!
والحمد لله رب العالمين
السبت، 28 مارس 2015
قسم الحديث الشريف - شرح الحديث الشريف - أحاديث قدسية - الدرس (26-31): لما خلق الله الجنة والنار
بواسطة:
Unknown
لا بوجد تعليقات 10:00 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الجنة تحتاج إلى ضبط لأنها حفت بالمكاره :
أيها الأخوة الكرام، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((لما خلق الله الجنة والنار، أرسل جبريل إلى الجنة، فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت إلى أهلها فيها، قال: فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعدّ الله إلى أهلها فيها فقال: فرجع إليه، قال: فبعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها - شيء رائع - فأمر بها فحفت بالمكاره))
[الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه]
الجنة تحتاج إلى ضبط، ضبط كسب المال، ضبط إنفاق المال، ضبط العين، ضبط الأذن، ضبط اللسان، ضبط اليد، ضبط المواقف، أن تختار زوجة صالحة، أن تربي أولادك تربية إسلامية، أن تعطي مما أعطاك الله، أن تصلي، أن تجاهد نفسك وهواك.
((فأمر بها فحفت بالمكاره، قال: ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره، فرجع إليه، فقال: وعزتك لقد خفت ألا يدخلها أحد))
[الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه]
الجنة رائعة لكن حفت بالمكاره، والناس أميل إلى الأشياء المريحة، إلى الاسترخاء، إلى الطعام والشراب والشهوات والمتع والكسل.
((فقال: وعزتك لقد خفت ألا يدخلها أحد ـ لأنها حفت بالمكاره ـ قال: اذهب إلى النار، فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فإذا هي يركب بعضها بعضا، فرجع إليه فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات))
[الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه]
النساء الجميلات، والطعام الطيب، والمركبات الفارهة، والمناصب الرفيعة، والسيطرة على العالم كما تسمعون، والعنجهية، والغطرسة، وإذلال الآخرين، قوة، وأضواء الإعلام، والشهرة.
((فرجع إليه فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع إليها، فرجع إليها، فقال: وعزتك لقد خشيت ألا ينجو منها أحد))
[الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه]
العاقل هو الذي يصل إلى الشيء قبل أن يصل إليه :
الآن أنت انظر إلى النساء في الطريق الكاسيات العاريات، هذه الأصناف من النساء ماذا ينتظرها عند الله؟ انظر إلى الذين يأكلون الربا أضعافاً مضاعفة، انظر إلى الذين يتاجرون بأعراض النساء، انظر إلى من يفتتح الملاهي ودور اللهو والنوادي الليلية، انظر إلى المقامرين و من يفتتح دور القمار، هناك دخول فلكية من المعاصي، دور القمار والملاهي والربا، هذه كلها طرق إلى النار.
((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات))
[الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه]
لذلك العاقل هو الذي يصل إلى الشيء قبل أن يصل إليه، والقاعدة كما قال عليه الصلاة والسلام:
((ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة، ألا وإن عمل النار سهل بسهوة))
[البيهقي في شعب الإيمان عن أبي البجير ]
أي استرخاء، كُلْ ما تشاء، اجتمع مع من تشاء، انظر إلى من تشاء، تكلم ما تشاء، أعطِ كل شهواتك حظوظها، لا تتقيد بشيء حر، أنت واقعي، واقعي وحر، ويجب أن تعرف كل شيء، تعلموا السحر ولا تعملوا به، هذا ليس حديثاً أصلاً، هذا فرية من الشيطان، يحب أن يرى كل شيء، أن يستمع إلى كل شيء، أن ينظر إلى كل شيء، أن يجرب كل شيء:
((ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة، ألا وإن عمل النار سهل بسهوة))
[البيهقي في شعب الإيمان عن أبي البجير ]
العبرة بالعاقبة :
العبرة العاقبة.
﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
[ سورة القصص: 83]
لما خرج قارون على قومه بزينته.
﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
[ سورة القصص: 79]
لن تكون مؤمناً إلا إذا كان شعورك بالفوز بطاعة الله لا بأموال الدنيا، المال قوام الحياة، لكن إذا وصلك المال لا يختل توازنك، بل وظفه في طاعة ربك.
مستويات الجنة :
أيها الأخوة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله تعالى يقول لأهل الجنة – يخاطبهم، هم يرون ربهم يوم القيامة - هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا ربي وأي شيئاً أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا))
[البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ]
معنى هذا أن بالجنة ثلاثة مستويات، في الجنة طعام وشراب:
﴿ فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ ﴾
[ سورة الصافات: 42]
وهناك:
﴿ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾
[ سورة الحاقة: 23]
و:
﴿ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ﴾
[ سورة محمد: 15]
و:
﴿ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ﴾
[ سورة محمد: 15]
و:
﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ﴾
[ سورة فصلت: 31]
و:
﴿ وَحُورٌ عِينٌ ﴾
[ سورة الواقعة: 22]
هذا مستوى: المستوى الأعلى النظر إلى وجه الله الكريم:
﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾
[ سورة يونس: 26]
الزيادة النظر إلى وجه الله الكريم.
مودة الله لأهل الجنة إكرام ما بعده إكرام :
في الجنة أيها الأخوة المستوى الأول أن تستمتع بما فيها من طعام وشراب وحور عين:
﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾
[ سورة الواقعة: 23]
في الجنة نظر إلى وجه الله الكريم:
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾
[ سورة القيامة: 22]
ناضرة ؛ متألقة.
﴿ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾
[ سورة القيامة: 23]
المستوى الثالث.
﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾
[ سورة التوبة: 72]
للتقريب، إنسان دخل لبيت، شيء رائع، طعام نفيس، أكل حتى شبع، فواكه طيبة طازجة، شراب نفيس، أرائك مريحة، مناظر جميلة، إطلالة رائعة، لكن لا يوجد أحد في البيت، أكل وشرب، لكن صاحب البيت له شكل يأخذ بالألباب، لون وشكل وجاذب، الآن استمتع فضلاً عن الطعام والشراب بهذه الطلة البهية، لكن لا يوجد حديث بينهما، المرحلة الثالثة: هذا صاحب البيت قال له: يا أهلاً وسهلاً، نحن سعداء بوجودك، الحقيقة مودة صاحب البيت أبلغ من أي إكرام، المودة، مودة الله لأهل الجنة، الله عز وجل يسلم عليهم:
﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾
[ سورة يس: 58]
يسلم على عباده المؤمنين، ينظرون إليه، ويسلم عليهم، ويحفهم بعنايته، لذلك بالجنة ثلاثة مستويات: مستوى المتع الأولى، ثم مستوى النظر إلى وجه الله الكريم، ثم مستوى الرضوان من الله عز وجل.
الجنة حفت بالمكاره و النار حفت بالشهوات :
بقي أيها الأخوة حديث سأرويه رواية فقط: أخرج الإمام الترمذي في جامعه من حديث سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة:
(( أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة - ليس سوق الجمعة في سوق الجنة - فقال سعيد: أفيها سوق؟ - الجنة فيها سوق – قال: نعم، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم وما فيها من دني على كثبان المسك والكافور، وما يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلساً، قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله وهل نرى ربنا؟ قال: نعم، هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر، قلنا لا، قال: كذلك لا تمارون في رؤية ربكم ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول للرجل منهم يا فلان بن فلان أتذكر يوم كذا وكذا فيقول: يا رب أفلم تغفر لي، فيقول: بلى فسعة مغفرة بلغت بك منزلتك هذه، فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيء قط ويقول ربنا تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم، فنأتي سوقاً قد حفت به الملائكة ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب))
[الترمذي عن سعيد بن المسيب]
ألم يقل الله عز وجل في الحديث القدسي:
(( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ))
[ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
قال:
((فيحمل لنا ما اشتهيناه ليس يباع فيه شيء، ولا يشتري في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً، قال: فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس والهيئة، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، قال: ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن: مرحبا وأهلا بحبنا لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار تبارك وَيَحِقُّنَا أَنْ نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انْقَلَبْنَا ))
أيها الأخوة الكرام، مرة ثانية يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:
(( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ))
[ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
ولكن الجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات.
والحمد لله رب العالمين
قسم الحديث الشريف - شرح الحديث الشريف - أحاديث قدسية - الدرس (22-31): أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني
بواسطة:
Unknown
لا بوجد تعليقات 9:59 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ثقة الإنسان بالله هي رأسماله :
أيها الأخوة، أخرج الإمام مسلم في صحيحه من كتاب التوبة:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ))
[مسلم عن أبي هريرة]
((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ...))
لو أن الإنسان استغفر الله وهو يشعر أن الله لن يغفر له، لن يغفر له، ينبغي إذا استغفرت الله أن تظن بالله ظناً حسناً أنه يغفر لك، وينبغي إذا دعوته أن تظن به ظناً حسناً أنه يستجيب لك، وينبغي إن تبت إليه أن تظن به الظن الحسن فتعتقد أنه يتوب عليك، والحقيقة ثقة الإنسان بالله رأسماله، الله عز وجل يعلم السر وأخفى، يعلم ما تبديه وما تخفيه، وما يخفى عنك أنت، فالإنسان حينما يدعو الله عز وجل ويشعر أن الله لن يغفر له لن يغفر له:
((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ...))
ينبغي أن تعتقد أن الله سبحانه وتعالى ما أمرك أن تدعوه إلا ليجيبك، وما أمرك أن تستغفره إلا ليغفر لك، وما أمرك أن تتوب إلا ليتوب عليك، فهذه ثقة الإنسان بالله عز وجل، وحينما تضع ثقتك بغير الله تقع في الشرك، وحينما تيأس من روح الله وقعت في الكفر.
الله عز وجل يؤدب المسلم لكن لا يتخلى عنه :
لذلك النبي عليه الصلاة والسلام في الطائف حينما ردّه أهلها شر رد، وسخروا منه، وكذبوه، ونالوه بالأذى، عاد لمكة، قال له زيد: يا رسول الله كيف تعود إلى مكة وقد أخرجتك؟ قال: إن الله ناصر نبيه، هذه ثقة النبي بالله، في الهجرة أهدر دمه، ووضع مئتا ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، ومع ذلك تبعه سراقة فقال له: يا سراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ كان عليه الصلاة والسلام واثقاً أنه سيصل إلى المدينة سالماً، وسيؤسس دولة، وسترسل جيوش إلى أضخم مملكة وقتها، وسوف يهزمها وتأتيه كنوز كسرى! ونحن الآن في أمس الحاجة إلى هذه المعنويات، لأن الناس قد جمعوا للمسلمين وهددوهم، فلا ينبغي للمسلم أن يصدق كلام هؤلاء، الله عز وجل يؤدبنا لكن لا يتخلى عنا.
تروي الكتب أن إنساناً يطوف حول الكعبة ويقول: رب اغفر لي ذنبي ولا أظنك تفعل، وراءه رجل صالح قال له: يا هذا ما أشد يأسك من رحمة الله؟ قال: ذنبي عظيم، قال: ما ذنبك؟ قال: كنت جندياً في قمع فتنة، فلما قمعت أبيحت لنا المدينة، دخلت أحد البيوت فرأيت فيها امرأة ورجلاً وطفلين فقتلت الرجل وقلت لامرأته أعطني كل ما عندك، فأعطتني ما عندها، فقتلت ولدها الأول، فلما رأتني جاداً في قتل الثاني أعطتني درعاً مذهبة أعجبتني، تأملتها فإذا عليها بيتان من الشعر قرأتهما فوقعت مغشياً عليّ، كتب على هذه الدرع:
إذا جار الأمير وحاجباه وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويل ثـم ويـل لقـاضي الأرض من قاضي السماء
***
((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ...))
[مسلم عن أبي هريرة]
ينبغي أن تظن يقيناً أنك إذا استغفرته يغفر لك، وإن دعوته أجابك، وإن تبت إليه تاب عليك، وما أمرك أن تدعوه إلا ليلبيك، وما أمرك أن تستغفره إلا ليغفر لك، وما أمرك أن تتوب إليه إلا ليتوب عليك.
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾
[ سورة النساء: 27 ]
((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ...))
[مسلم عن أبي هريرة]
معية الله أثمن شيء يملكه الإنسان :
لكن حسن الظن بالله ثمن الجنة، والله عز وجل وصف بعض الناس بأنهم الظانين بالله ظن السوء، ظن السوء دليل ضعف الإيمان، والإنسان إذا قال: المسلمون انتهوا في العالم لأن هناك حرباً عالمية ثالثة معلنة عليهم لا قبل لهم بها:
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً* فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾
[ سورة الطارق: 15-17]
إن الله يؤدبنا.
﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾
[ سورة القصص: 5-6]
قال:
((...وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي ))
[مسلم عن أبي هريرة]
هذه معية الله الخاصة، معيته هي أثمن شيء تملكه، فهو يحفظك، ويوفقك، ويكيد لأعدائك بالحفظ، والتوفيق، والنصر، والتأييد، هذه المعية الخاصة:
((...وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي ))
[مسلم عن أبي هريرة]
الله عز وجل مع المؤمن بالتوفيق والحفظ والتأييد والنصر :
لذلك ذِكر الله كما قال عنه النبي أفضل شيء، يقول عليه الصلاة والسلام:
((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ))
[الترمذي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ]
إنك إن ذكرتني شكرتني، وإذا نسيتني كفرتني، ما معنى قوله تعالى:
﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾
[ سورة آل عمران: 102 ]
أن تذكره فلا تنساه، وتشكره فلا تكفره، وتطيعه فلا تعصيه. وَأَنَا مَعَهُ؛ معه بالتوفيق، والحفظ، والتأييد، والنصر، وإذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك؟ وماذا وجد من فقدك؟
((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ ...))
[مسلم عن أبي هريرة]
إن لم يجدها فهو هالك لا محالة، إن وجدها ردت إليه روحه، لذلك في بعض الأحاديث أن أعرابياً فقد ناقته فبكى حتى أدركه النعاس استيقظ فإذا ناقته أمامه، فاختل توازنه وقال: يا رب أنا ربك وأنت عبدي! فقال عليه الصلاة والسلام: لله أفرح بتوبة عبده من ذاك البدوي بناقته! قدم النبي صورة رائعة، فقد الناقة يعني الموت، ووجدانها بعد أن فقدت يعني الحياة، من شدة الفرح اختل توازنه:
((... لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ ...))
[مسلم عن أبي هريرة]
كلّ أعمال البر هي قرض حسن لله عز وجل :
الآن: أي حركة نحو الله يقابلها معاملة لم تكن في الحسبان:
((... وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ...))
[مسلم عن أبي هريرة]
لا يوجد إلا الله، هذه الكلمة عميقة جداً، كلما تقع عينك على أقوياء وطغاة وأموال كل هذا بيد الله، إذا كنت معه كان معك، إن اتقيته خلق لك مخرجاً من كل ضائقة:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
[ سورة الطلاق: 2 ]
((... وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ...))
[مسلم عن أبي هريرة]
أنت قربت خطوة، الله عز وجل يساوي إكراماً لك آلاف الخطوات:
(( ... وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ))
[مسلم عن أبي هريرة]
هذا شيء معروف، أي عقد صلح مع الله، أو خطب ود لله، أي عمل صالح، ألم يقل الله عز وجل:
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ﴾
[ سورة البقرة: 245 ]
إن أطعمت جائعاً فأنت أقرضت الله قرضاً حسناً، إن دللت ضالاً فقد أقرضت الله قرضاً حسناً، إن دعوت إلى الله عز وجل فقد أقرضت الله قرضاً حسناً، كل أعمال البر هي قرض حسن لله عز وجل، إن أطعمت كلباً، أو رحمت بهيمة، إن تلافيت أن تدوس على نملة، كل هذا محفوظ عند الله، هذا قرض لله عز وجل.
الأحاديث القدسية من
صياغة النبي لكن المعنى من الله عز وجل :
أعيد الحديث:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ))
[مسلم عن أبي هريرة]
أيها الأخوة: هذه الأحاديث القدسية من صياغة النبي عليه الصلاة والسلام، لكن المعنى من الله عز وجل، إما أن المعنى ألقي في روع النبي، أو رآه في المنام، أو جاء به جبريل، فلذلك لها طعم خاص ورائحة خاصة، أنت حينما تقرأ حديثاً قدسياً تشعر أن الله يخاطبك وقريب منك، يا موسى أما علمت أني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني.
والحمد لله رب العالمين
قسم الحديث الشريف - شرح الحديث الشريف - أحاديث قدسية - الدرس (18-31): إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين
بواسطة:
Unknown
لا بوجد تعليقات 9:57 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الله تعالى حرك الصحة و الرزق ليكونا وسيلتين لتربيتنا :
أيها الأخوة المؤمنون، مما يلفت النظر في خلق السماوات والأرض أن هناك عدداً لا يحصى من القوانين الثابتة، واقعة في كل زمان ومكان، إلا أن الله سبحانه و تعالى حرك شيئين ليسا ثابتين، قضية الرزق و قضية الصحة، أما دورة الأفلاك فثابتة، يمكن أن تعلم بعد ألف و ثمانمئة عام في أية دقيقة تشرق الشمس، فدورة الأفلاك بشكل دقيق إلى درجة لا تصدق، بل إن هذه الساعة التي يتحدث الناس عنها -ساعة لندن- تضبط على نجم، فقط تقصر في العام ثانيتين أو أكثر، ما الذي يضبط تأخرها أو تقدمها؟ حركة نجم، فحركة الأفلاك في الكون ثباتها عجيب، ثبات القوانين عجيب، ثبات خصائص البذور عجيب، كل شيء مقنن و ثابت في هذه الحياة إلا أن الرزق يتبدل، قد تأتي أمطار و قد لا تأتي، و قد تكون صحة و قد لا تكون، فالذي ثبته الله عز وجل من أجل استقرار الحياة، و الذي حركه من أجل تربيتنا، فالله سبحانه و تعالى حرك الصحة و حرك الرزق من أجل أن تكونا وسيلتين لتربيتنا، فلما مرّ النبي عليه الصلاة و السلام على ابنته فاطمة و قد أصابتها حمى قال: "مالك يا بنيتي؟ قالت: حمى لعنها الله، قال: لا تلعنيها فو الذي نفس محمد بيده ما تدع المؤمن و عليه من ذنب".
يقول عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح:
((أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلاَ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا))
[متفق عليه عن عائشة ]
المصائب للمؤمن تكفير لخطاياه وتقريب من الله تعالى :
المؤمن بالذات جميع أنواع المصائب هي تكفير لخطاياه، وتقريب من الله عز وجل، الحديث القدسي أخرجه الإمام مالك في الموطأ:
((إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين فقال: انظرا ماذا يقول لعواده؟...))
[ مالك عن عطاء بن يسار]
عواده: زواره، عاد مريضاً فهو عائد جمعه عواد.
((إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين فقال: انظرا ماذا يقول لعواده؟ فإن هو إذا جاؤوه حمد الله، وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله عز وجل، وهو أعلم فيقول: لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدل له لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، وأكفر عنه سيئاته))
حدثني أخ طبيب بمستشفى قال: جاءهم مريض مصاب بورم خبيث في أمعائه، وآلام الورم الخبيث في الأمعاء لا تحتمل، قد يعطى أشد أنواع المسكنات، ومع ذلك يصيح صياحاً يسمعه من حوله لمئتي متر من شدة الألم، جاءهم مريض مصاب بورم خبيث في الأمعاء، لكن هذا المريض له حال عجيب أي كلما دخل عليه زائر، أو ممرض، أو طبيب، استقبله بوجه باش وقال: يا رب لك الحمد على قضائك وقدرك، اشهد أيها الأخ الكريم أنني راض عن الله، ما إن يقرع الجرس حتى يتدافع الممرضون لخدمته، والأطباء لا يتركونه أبداً، ومن دخل إلى هذه الغرفة شعر براحة عجيبة، وهذا المريض لا يفتأ أن يقول: يا ربي لك الحمد، أنا راض عنك، وإذا جاءه عائد يقول له: اشهد أنني راض عن الله، بعد أيام توفاه الله عز وجل لحكمة بالغة، ولأن الله يريد أن يُعلّم عباده جاء مريض آخر مصاب بالمرض نفسه، وجلس في الغرفة نفسها، ولم يدع نبياً إلا سبه، وكفره في الدقيقة عشرات المرات، وله رائحة لا تقابل، والموظفون في المستشفى يتهربون من خدمته إلى أن فطس.
سبحان الله! مرض واحد في مستشفى واحدة في غرفة واحدة في فريق عمل واحد، رأوا بوناً شاسعاً بين مرض المؤمن ومرض الكافر، المؤمن يرقى بالمرض: "لا تلعنيها فو الذي نفس محمد بيده لا تدع المؤمن وعليه من ذنب".
((إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين فقال: انظرا ماذا يقول لعواده؟ فإن هو إذا جاؤوه حمد الله، وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله عز وجل، وهو أعلم فيقول: لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدل له لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، وأكفر عنه سيئاته))
الصبر عند الصدمة الأولى :
(( عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لغير المؤمن ))
[ أخرجه أحمد في مسنده عن صهيب ]
إن لم تصبر ماذا تفعل؟ الصبر أيها الأخوة عند الصدمة الأولى، الذي لم يصبر ويتكلم كلاماً فيه سوء أدب مع الله عز وجل، بعد حين يضطر أن يصبر، لأن هذا قدر الله عز وجل، لكن خسر الأجر، أما الذي يقول: الحمد لله على كل حال - وهذا شعار المؤمن- قد تأتيه المصيبة فيحمد الله عليها.
إذا أحبّ الله عبده ابتلاه فإن صبر اجتباه فإن شكر اقتناه.
من يؤمن بالله لا يقضي الله له إلا بالخير :
وقد أخرج ابن ماجه في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم:
((عَادَ مَرِيضًا وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ فِي الآخِرَةِ ))
[ابن ماجه عن أبي هريرة]
وعك: مرض كان به. الحمى خفيفة أمام جهنم خفيفة جداً، فإذا أصابته حمى وارتفعت حرارته إلى الأربعين هذا حظه من نار جهنم فإن الله يقول:
(( هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ فِي الآخِرَةِ ))
أنت حينما تؤمن لا يقضي الله لك إلا بالخير، ليس في الإمكان أبدع مما كان، قال تعالى:
﴿ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾
[ سورة آل عمران: 26 ]
الآن أبلغ من المرض إنسان مرض ابنه وتوفي، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:
((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِه؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ))
[الترمذي عن أبي موسى الأشعري]
استرجع أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، استرجع هذا اشتقاق من نوع خاص كأن تقول: استرجع أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون، كبر: قال: الله أكبر، هلل قال: لا إله إلا الله، حوقل قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، دمعز قال: أدام الله عزك.
((... فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ))
[الترمذي عن أبي موسى الأشعري]
شعار المؤمن الحمد لله رب العالمين :
لذلك شعار المؤمن: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على وجود الله، والحمد لله على قضاء الله وقدره، كلمة دقيقة جداً لا يمكن أن يقضي الله لعبد مؤمن إلا بالخير، قال تعالى:
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾
[ سورة البقرة: 155-157 ]
وليس من إنسان إلا ويبتليه الله عز وجل لكن أنواع الابتلاء كثيرة جداً.
أيها الأخوة، بين أن تنجح وتكبر في عين الله، وبين أن تسقط فتسقط من عين الله، أن تقول: الحمد لله، وهناك من لا يقول الحمد لله، يقول: ماذا فعلنا؟ يعترض على قضاء الله وقدره.
إنسان عنده زوجة توفيت لها أخت معمرة وبلا زوج قال لو أخذت هذه.
هناك من يعترض على قضاء الله وقدره.
المؤمن راض عن الله في كل الأحوال :
أيها الأخوة، المؤمن راض عن الله، قال: يا رب هل أنت راض عني؟ كان وراءه الإمام الشافعي، إنسان يطوف حول البيت قال: يا ربي هل أنت راض عني؟ فقال له الإمام الشافعي: يا هذا هل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك؟ قال: يا سبحان الله من أنت؟ قال: أنا محمد بن إدريس، قال: كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه؟ هذا الكلام غير معقول، قال له: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله.
أنا أصدقكم أن بعض الصحابة الكرام كان إذا مات ابنه يتزين ليشعر من حوله أنه راض عن الله، والبطولة أن ترضى بمكروه القضاء، لكن كل الناس إذا جاءهم المال وفيراً يقولون: الله فضّل عليّ، أقل الناس إيماناً أبعدهم عن الله إذا جاءتهم النعم يشكرون، لكن المؤمن وحده إذا جاءته المكاره يشكر بالمكاره، يقول الإمام علي كرم الله وجهه: "الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين".
والحمد لله رب العالمين
قسم الحديث الشريف - شرح الحديث الشريف - أحاديث قدسية - الدرس (19-31): ثواب القرآن الكريم- يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة
بواسطة:
Unknown
لا بوجد تعليقات 9:55 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الله تعالى خلق السموات والأرض ونورهما بالشمس :
أيها الأخوة الكرام، مما يستفاد من قوله تعالى:
﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
[ سورة النور: 35 ]
أي أن الله خلق السموات والأرض، ونورهما بالشمس، والمعنى الأقوى: ونورها بالوحي، فأنت في حياة دنيا، الله عز وجل تفضل على عباده، وبين لهم علة وجودهم وغاية وجودهم، وماذا بعد الموت، وماذا في الماضي السحيق، بيّن لهم كل شيء، فالله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم نور الحياة، لذلك ورد اسم القرآن الكريم بأنه نور قال تعالى:
﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾
[ سورة النساء: 174 ]
وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، أي ما من كتاب في حياة الإنسان يعلو على القرآن، ما من كتاب حقائقه قطعية مئة بالمئة إلا القرآن، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ما من كتاب من دفته إلى دفته هو صدق وعدل، لا تزيد آيات القرآن على أن تكون خبراً فهي صادقة، وعن أن تكون أمراً فهي عادلة.
القرآن الكريم من أي جانب أخذه الإنسان يسعد :
لذلك ورد في بعض الأحاديث القدسية فيما أخرجه ابن ماجه في سننه في باب ثواب القرآن الكريم:
((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ))
[ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري]
وفي رواية: اقرأ و ارقَ. من أوتي القرآن فظن أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقّر ما عظمه الله.
أيها الأخوة، هذا القرآن الكريم من أي جانب أخذته تسعد، إن أخذت القرآن من تجويده وتلاوته يرفع الله لك شأنك في الحياة، إن أخذته من باب فهم معانيه وتفسيره، إن أخذته من تدبره وتطبيقه، من أية زاوية أخذت القرآن هو لك نور وضياء ودرجات علا في الجنة، إذاً: يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه.
الحقيقة أن الناس - وهذه مشكلة كبيرة - مخزونها غير قرآني وغير نبوي، مخزون أخبار، أخبار الفنانين والفنانات، الأحياء منهم والأموات، مخزون حوادث، مخزون صناعة، مخزون مخترعات، يحدثك ساعات طويلة على أنواع السيارات، وميزات كل سيارة، و ينبهك هذه وإن كانت ألمانية لم تصنع في ألمانيا صنعت في البرازيل، فالأخ مستوعب كل أمور السيارات، أو مستوعب كل أمور لعبة الكرة واللاعبين، ودخل اللاعبين، وانتقال اللاعبين من فريق إلى فريق، ويتابع أخبار الرياضة وكأنها دين قد يستوعب كل الفنانين والممثلين، هذه مشكلة، هذا الوعاء بما ملئ؟ المؤمن يملأ من القرآن، مستوعب آيات القرآن، وأحكام القرآن، وقصص القرآن، ومواعظ القرآن، والآيات الكونية في القرآن، والحلال الذي أحله القرآن، والحرام الذي حرمه القرآن، وكل آية له منها بحث ودرس، فجوف الإنسان إذا ملئ قرآناً كان من سعداء الدنيا والآخرة، أما أن يملأ من السخافات، والضلالات، والشبهات، والشهوات، وما يشغل الناس، فقد خسر.
القرآن ربيع القلوب و منهج الإنسان :
أخوتنا الكرام، إن شعرت بالغربة فأنت مؤمن ورب الكعبة، لأن:
(( إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ))
[ سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك ]
إن شعرت أنك غريب عمن حولك فأنت مهتم بالقرآن، مهتم بهذا المنهج القويم الذي جاء به النبي الكريم، مهتم بآخرتك، مهتم بمكارم الأخلاق، مهتم بهموم المسلمين، تتمنى لهم الفوز والنصر، وآخرون مهتمون بموضوعات أرضية، قال تعالى:
﴿ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾
[ سورة الأعراف: 176 ]
أيها الأخوة، الحديث عن القرآن حديث طويل، على كلٍّ:
(( من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت))
[ ورد في الأثر]
التقيت بابن أحد علماء مصر في مؤتمر في المغرب قال لي: والدي كان شيخ الأزهر، عمر أبي عندما مات كان مئة وثلاثين عاماً وكان متمتعاً بكل قواه العقلية والجسمية، وجوارحه وحواسه:
(( من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت))
[ ورد في الأثر]
هذا القرآن ربيع القلوب، منهج الإنسان، ما من كتاب تقرأه فتعبد الله كالقرآن، يقرأ تعبداً، ومستحيل وألف ألف مستحيل لجوف حوى القرآن أن يحوي معه الغناء مستحيل:
(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ ))
[ سنن أبي داود عن أبي سعيد ]
والمؤمن يطرب لسماع القرآن كما يطرب أشد الناس تعلقاً بأغنية يحبونها، أي طرب المؤمن بالقرآن الكريم يفوق ملايين المرات طرب أشد الناس تعلقاً بالقرآن.
الابن هو صدقة جارية لأبيه إلى يوم القيامة :
حديث آخر هذا الحديث رواه ابن ماجه في سننه في باب بر الوالدين:
(( إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنا هذا فيقال باستغفار ولدك لك))
[ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه]
صار معنا حديثان؛ الأول: أنك ترقى بكل آية تقرأها، وتحفظها، وتتقن تلاوتها، وتفهمها، وتتدبرها، وتطبقها، كل آية ترقى درجة، الآن ابنك الذي من صلبك الذي ربيته على كتاب الله، ربيته على قيم الدين، ربيته على العقيدة الصحيحة، ربيته على الوجود في المساجد، ربيته على إعمار المساجد، هذا الابن هو صدقة جارية لك إلى يوم القيامة.
صدقوا أيها الأخوة، ما من عمل - وأنا أعني ما أقول- يفوق عند الله كعمل أن يكون ابنك امتداداً لك، أن تربي ابنك على ما أنت مؤمن به، ما أنت مهتم له، ما أنت ساع من أجله.
(( إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنا هذا فيقال باستغفار ولدك لك))
[ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه]
حدثني أخ قال لي: أنا نشأت في أسرة متفلتة أشد التفلت، بل تبيع الخمر، جدي وأبي وأنا نبيع الخمر، يكسبون أرزاقهم من المقاصف، ومن النوادي الليلية، والمراقص، والملاهي، وما إلى ذلك، هذا الأب الذي حدثني تاب الله عليه، وتاب إلى الله عز وجل، قبل أن يتوب على الله له ابن صالح، كل معطيات البيئة لا تدعو أن يكون ابنه صالحاً، ولكن الابن كره بيئة أسرته، وهذا الانحراف، وهذا البيع للخمر، وهذه المقاصف، وما فيها من معاص وآثام، أقسم لي بالله أن ابنه كان يصلي الليل بالقرآن، وكان ولياً في بيئة من أشد البيئات انحطاطاً، قال لي: كلما كان يصلي أضربه، هو يبيع الخمر لماذا الصلاة ؟ كلما رآه يصلي يضربه، والابن ساكت إلى أن تاب الله على الأب، فكان عند الابن توبة الأب عيد، وكان هذا الابن بأخلاقه واستقامته وتطبيقه لمنهج الله عز وجل أحد أسباب توبة والده.
قصة ثانية:
امرأة أيضاً متفلتة جداً من ملهى إلى ملهى، ابنها يقيم في أمريكا، تزوج امرأةً من أمريكا مسلمة، فجاءت هذه المرأة إلى الشام، ما الذي حمل الأم على أن تتوب من الفن ومن التمثيل ومن الاختلاط والسهر حتى الفجر في الملاهي؟ رأت هذه الإنسانة المسلمة الأمريكية تصلي الليل، تتحجب، تتصدق، فصغرت أمامها.
مبدئياً أنت حينما تقدم للمجتمع ابناً صالحاً هذا عمل يفوق كل شيء، وإذا توفى الله الإنسان كلما عمل ابنه عملاً صالحاً ارتقى درجة في الجنة، ممَ هذا يا رب؟ يقول له: من استغفار ولدك لك، لكن بالمقابل الولد الصالح يمكن أن يكون سبباً لهداية والديه.
المؤمن في الجنة يرقى بالقرآن ويرقى بتربية أولاده :
أنا أوجه الكلام الآن إلى نموذجين؛ إلى ابن صالح بالإحسان، والصبر، والحلم، وامتصاص الغضب، والخدمة المخلصة، يمكن أن تأخذ بيد أمك وأبيك إلى طريق الحق، وأنت إذا ربيت ولداً صالحاً فكل أعماله في صحيفتك.
شيء يلفت النظر أن المؤمن في الجنة يرقى بالقرآن آية آية، ويرقى بتربية أولاده موقفاً موقفاً، ويوماً بيوم، فاحرصوا على تربية أولادكم.
ككلمة أخيرة لم يبقَ - وكلامي دقيق- في أيدينا نحن المسلمون من ورقة رابحة إلا أولادنا، أي فقدنا كل شيء؛ بقي ، وأولادنا يعني مستقبلنا، مستقبلنا هو من صنع أولادنا، أنا أذكر قصة بشكل سريع؛ أخ من أخواننا تربى في هذا المسجد، وربى أولاده في هذا المسجد، أحد الأولاد فتح له معملاً صغيراً في مصر لأسباب معينة، فهذا الابن يقود مركبة في الليل، كان متعباً اصطدم بمركبة أمامه اصطداماً بسيطاً جداً، يبدو في المركبة التي أمامه كان هناك رجل كبير في السن، فوق التسعين من الصدمة توفي فوراً، فاتصل بمدير أعماله من مصر، فهذا اتصل بأقرب مخفر قال له: تعال بعد ساعة إلى المخفر الفلاني، جاء هذا الأخ الكريم ليرى ماذا حدث، فإذا كل شيء على ما يرام، الضبط مكتوب والحق على المركبة الأولى، و أن المركبة الأولى هي التي صدمته، أي عكس الأمر، فقال له: هذا لم يقع هذا عكس ما وقع، قال له: وقّع وانتهي، قال له: لا أوقع، قال له: لمَ لا توقع ؟ قال: هذا الذي حدث غير هذا الذي كتب، هذا فيه ظلم، أنا الذي تسببت بموت هذا الإنسان، وأنا لا أوقع هذا الضبط، فقال الضابط: أنا لم يمر بي إنسان أنا أريد أن أخلصه وهو يوقع نفسه، دفع ديته وعيّن أولاده في المعمل.
أنا أعتز بهذا الطالب، ما قبل أن يتسبب بقتل إنسان، ويصير هناك تواطؤ، ويُكتب ضبط خلاف الواقع أبداً، أنا حينما أربي أولادي على الصدق والأمانة والمسؤولية، حينما أربي أولادي على عقيدة صحيحة وقيم إسلامية، أنا أكون قد عملت شيئاً عظيماً.
ممكن أن يكون هناك طبيب و هناك حادث تسميم أي قتل عن طريق السم، وقد يعطى الطبيب عشرة ملايين على أن يكتب أن الوفاة طبيعية، وقد يكون الطبيب في أمس الحاجة إلى مئة ألف لا إلى مليون، فيكتب أن في الوفاة جريمةً، أنت حينما تنتج طبيباً ومدرساً وتاجراً ومهندساً لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يحابون أحداً، هم مع الحق، نكون قد قوينا على أعدائنا.
قلت اليوم في ندوة: هذا النصر كما يتوهم الناس مستحيل؛ نحن قاعدون مرتاحون لا نفعل شيئاً، غارقون في الشهوات، نبحث عن متع لنا، مصالحنا فوق كل شيء، ونرجو الله أن ينصرنا؟! لأننا مسلمون هذا أبعد من السماء إلى الأرض، النصر يحتاج إلى قيم، إلى مبادئ صحيحة.
الحديثان: ترقى درجة بتلاوة القرآن، وإتقانه، وفهمه، وتطبيقه، وترقى درجة بتربية أولادك.
والحمد لله رب العالمين
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)